كم تساوي ممر واحد؟
نبدأ من قصة قديمة ولكنها رائدة.
في عام 1859، بدأ بناء قناة السويس، واستغرق الأمر عشر سنوات كاملة لحفر ممر مائي اصطناعي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. في ذلك الوقت، كانت تكلفة البناء 416 مليون فرنك، وهو ما يعادل 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي. اليوم، يُعتبر هذا استثمارًا يعادل مشاريع البنية التحتية على مستوى الدولة.
لماذا كان يجب دفع كل هذه التكلفة لحفر "نهر صناعي" في ذلك الوقت؟
عندما تنظر إلى مجموعة من البيانات ستفهم:
كل سفينة تعبر قناة السويس، يجب أن تدفع حوالي 250,000 دولار؛ عدد السفن المارة سنويًا يتراوح بين 18,000 إلى 21,000 سفينة؛ الإيرادات السنوية تتجاوز 6 مليار دولار؛ متوسط الإيرادات اليومية يزيد عن 15 مليون دولار.
لأنها ليست مجرد نهر عادي، بل هي "الممر الذهبي" الذي يربط بين أوروبا وآسيا.
إذا لم يكن هناك هذه القناة، كان يجب على جميع السفن أن تت绕 حول الرأس الجيد في الطرف الجنوبي لأفريقيا، فإن الرحلة ليست فقط أطول بأربعة أو خمسة أيام، بل إن التكلفة تعادل ضعف التكلفة الحالية.